هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هذا المنتدى قائم على كل مايخص الأسرة و المجتمع و الشباب و المراهقين و الأطفال من الجنسين كما يحتوى على قسم للزواج و حل النزاعات الأسرية و القانونية وبه صفحات مفتوحة للفضفضة و الإهتمام بالمسنين.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د. أحمد مراد




ذكر عدد الرسائل : 61
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2008 8:05 am

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Angels1


ملائكة وذئاب
رواية
بقلم د. أحمد مراد
************
الحلقة الأولى
************


.... (( أراك غدا بإذن الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ))
خُطت تلك العبارة على شاشة جهاز الكمبيوتر عبر احد برامج التحاور في شبكة الانترنت .. وعادت وفـاء بظهرها الى الخلف وانتظرت حتى رأت جملة رد السلام من محدثها واغلقت البرنامج والجهاز كله ..
واسترخت في جلستها واغلقت عينيها ..
وبدأت حياتها تمر امام عينيها بسرعة كأنما تشاهد احدي مقتطفات فيلم سينمائي بذلك الاسلوب الدعائي الشهير بعرض المشاهد المثيرة بسرعة تجذب وتشد من يراها وتجعله يتلهف لرؤية التفاصيل ..
تذكرت أيام أن كانت طالبة بكلية الهندسة قسم الالكترونيات بجامعة القاهرة
وأباها استاذ احدي لغات برمجة الكمبيوتر بنفس القسم ..
وبالرغم من هذا وعلى غير المعتاد .. لم تستعن أبدا بأباها ولم تسعى الى النجاح أو نيل اعلى الدرجات بسبب اسمه وتواجده بالقسم .. وكان هذا جنونا بمقاييس وموازين العصر المختلة ..
وهذا لأنها تربت ونشأت على المباديء التي زرعها أباها فيها
الصدق .. الأمانة .. عدم الغش .. عدم النيل من حقوق الآخرين
مباديء رائعة لو عادت لشباب هذا العصر لعادت أمه الاسلام الى استاذية وقيادة العالم ..
ولكن بكل أسف .. غلبت علينا أخلاق المادية بما فيها من أنانية وخسة ..
تخرجت من الكلية وقبل أن تبحث حتى عن عمل أتى ذلك العقد لأبيها
عقد عمل بأحد معاهد الكمبيوتر المتخصصة بباكستان ..
وبالطبع كان عرضا لا يرفض ..
ومنذعامين وهي تقيم مع أبيها في باكستان ..
ذلك البلد الاسلامي الكبير ..
والذي سبق الكثير من البلدان الاسلامية في مجال العلوم والتكنولوجيا حتى أنه صار أول بلد اسلامي يتسلح بسلاح نووي ..
ورغم الجو الغربي الا أنه معبق برائحة الاسلام في كل مكان ..
الأذان الذي يدوي وقت كل صلاة ..
المآذن التي تعلو المساجد في كل مكان ..
وبرامج الدين التي يغص بها التلفزيون ..
ورغم كل هذا ..
كانت وفاء تشعر بغربة لا مثيل لها ..
و كانت تشتاق بقوة لكل ما هو مصري
تشتاق الى الشوارع والطرقات التي تغص بالمارة والباعة الجائلين ..
تشتاق الى المحلات التي تعرض كل شيء وبكل الاسعار
تشتاق الى الوجوه المصرية المتعبة والمرهقة والمكدودة من عناء الحياة .
ولهذا ..
كانت تقضي جل وقتها أمام جهاز الكمبيوتر الشخصي ..
وتستعين بشبكة الانترنت لاجراء الحوار مع اصدقائها وأقربائها طوال اليوم حتى تشعر بأنها معهم ..
كل يوم تجالس صديقة عمرها أمينة ما يقرب من ساعات خمس ..
تقص لها كل ما يحدث بالتفصيل ..
تبثها مشاعرها وأحاسيسها تجاه كل الأشياء
وأمينة رغم أنها تخرجت حديثا من كلية الطب ورغم أنها تشغلها وظيفتها كطبيبة حديثة التخرج وفي حاجة الى التدريب المستمر للتمرس على أداء مهنتها
الا أنها لم تبخل أبدا على صديقة عمرها بوقتها
ولكن بسبب العمل والواجبات المتكدسة عليها بدأت مدة الحوار اليومية تتقلص تدريجيا بل بدأت تغيب عنها بعض الأيام وليس يوميا كما كان في السابق ..
ولكن الوحدة والغربة قاتلتين ..
كانت وفاء تبحث على شبكة الانترنت عما يشغلها دوما ..
ولأن أكثر ما يهمها هو التواصل مع البشر الذين انقطعت عنهم . .
بدأت تدخل غرف الحوار المصرية وتشارك وتتفاعل معهم في كل ما يتحدثون به
كانت تشعر بأنها جالسة على إحدى المقاهي المصرية وسط بعض الشباب
يتناقشون حول القضايا ويتمازحون بخفة الدم المصرية الشهيرة وإن كانت للاسف أغلب تلك القضايا تافهة مثل هل الممثل الفلاني يستحق جائزته التي نالها أم لا ؟
من هو أشيك لاعب لهذا العام ؟ .. وقليلا ما كانت تأتي بعض القضايا الجادة
وربما كان ذلك بسبب أن الجميع يدخل لتمضية الوقت وفقط وليس لهدف محدد
كانت دوما تدخل باسم مستعار هو الزهرة المصرية Egyptian rose
وكان الجميع يعرفها ربما لأنها المتواجدة دوما وبالطبع كان هذا بسبب الفراغ الذي يلتهم كل حياتها ..
وفي ذات يوم وجدت رسالة تدعوها لحوار خاص وليس على الملأ ..
كان شاب يطلق على نفسه اسم الطائر المصري Egyptian bird ولأن اسمه المقارب لأسمها أعجبها قبلت الحوار الخاص معه ..
كان شابا شديد الحياء متردد في أكثر كلامه .. أخبرها بأنه يتابع كل حواراتها وأنه معجب بقوة بكلامها ووجهة نظرها السليمة في كل شيء وأنه كان يتمنى التعرف عليها من أول يوم ولكن كان يمنعه الحياء من أن يفعل ..
وأخيرا استجمع شجاعته وفعل وكله خوف من أن ترفض التعرف به
شدها اليه أسلوبه الهاديء المؤدب ..
في البداية أخبرته بأنها مصرية تقيم بالخارج ولم تخبره أين وأنها مهندسة ولكن لا تعمل .. وبمجرد علمه بأنها تقيم بالخارج قال لها إذن حتما أمر أنا بالدولة التي تقيمين بها ..
تعجبت وقالت له .. كيف هذا ؟!!
قال اسمي على الانترنت هو الطائر المصري .. وأنا فعلا طائر ومهنتي هي طيار على أحد الخطوط الجوية المصرية ..
ورويدا رويدا بدأت تنجذب له ..
وشيئا فشيئا بدأت حوارتها تتقلص من العمومية الى الخصوصية معه ..
حتى بات اليوم الذي يغيب فيه يوما ثقيلا لا معنى له ..
تفتح جهازها يوميا ورغم علمها بأنه لن يظهر قبل فترة المساء الا أنها تنتظر التنبيه الصوتي لظهورة بكل لهفة من الصباح ..
وأخيرا أدركت حبها وتعلقها به ..
وأخبرته عن كل تفاصيل حياتها وهو أيضا أخبرها عن حبه ومشاعره وتعلقه الشديد بها وأنه يشعر بولادة جديدة
وحدث أكثر من مرة أن ظهرت صديقتها أمينة التي تملصت من بعض مشاغلها للحوار معها ولكنه كان متواجدا في نفس التوقيت فكانت تؤثر الحوار معه علي صديقة عمرها رغم تواجده شبه اليومي معها
ولقد شعرت أمينه بتغير عجيب في معاملة وفاء .. وبفطنتها علمت بأن هناك أمرا ما غير طبيعي ..
وفي احدى المرات كان هو في رحلة الى الصين وسيغيب عنها خمسة أيام كاملة
كانت وفاء تشعر بأن كل شيء قد صار الى خواء ..
كان فراغها في السابق فراغ عادي مجرد انتقال من جو الى آخر ومن وسط الى سواه ووحدتها كانت معنوية حيث فارقت التفاعل الشخصي مع الناس وكانت تستعوضه بتفاعلها المعنوي في غرف الحوار المنتشرة على شبكة الانترنت ..
أما الآن فالفراغ قاتل بمعني الكلمة .. كانت تشعر بأن روحها قد انتزعت منها
وبأن هناك شيئا ثمينا فقدته ..
حاولت أن تشغل نفسها بالحوارات ولكن كان الكلام لا طعم له ولا يشفي صدرها
كلمات تخط بلا مشاعر .. وجمل تكتب بلا هدف ..
وفي اليوم الثالث لغيابة وقد بلغ منها الشوق واللهفة اليه مبلغه ..
ظهرت أمينة ..
ولأن أمينة هي الصدر الحنون لها .. وهي المآب اليها حين تضل الطرقات
فقد بكت بين يديها وقالت لها بأنها لم تعد تتحمل هذا ..
ظنت أمينة بأنها تتحدث عن وحدتها وغربتها وحاولت تهدأتها ولكن بعد أن قصت عليها القصص .. صمتت أمينة هنيهة وقالت :
تعلمين يا وفاء بأنك أحب صديقة الى قلبي وأني أحرص على مصلحتك أكثر مما يخصني .. واسمعي لي بهدوء .. أنا لا أعتقد بأن هناك مشاعر حقيقية على شبكة الانترنت ولا يوجد ما يسمى حب عليها .. فهي شبكة هلامية لا شيء حقيقي عليها
الحب مشاعر قوية من روح ودم وليست مجرد كلمات تخط وتتفاعلين معها وفقط
قد تكون شبكة الانترنت هي اشارة البدء فقط للتعارف وقد تكون وسيلة تواصل
ولكنها أبدا ليست طريقة حب .. أنت تعانين من وحدة وفراغ ووجدت ما يسدهما ويشغلك ولقد لعب على مشاعرك المرهفة الحساسة .. فلا تظني بأن هذا حب حقيقي أبدا ..
اعترضت وفاء وبقوة وقالت لها إن لم يكن حبا حقيقيا فكيف تفسرين ما أنا فيه الآن لغيابه ..
قالت لها .. هو مجرد اشتياق لشعور جميل تعيشينه معه أثناء الحوار لوجود من يهتم بك .. وليس اشتياقا له هو بذاته ..
اعترضت وفاء وبقوة على ذلك ..
وحين سألتها أمينه ما مدي معرفتها به خارج شبكة الانترنت أخبرتها أنه لا وسيلة للتواصل الا عبرها ..
قالت لها بأنها كي تتيقن حقا من مشاعرها يجب أن تتفاعل معه خارج تلك الشبكة
هناك أرواح تتلاقي وتتعارف ولا يكون ذلك الا بالمواجهة الشخصية وطلبت منها أن يزورهما في إحدى رحلاته التي يمر فيها بباكستان ..
أربكها حوارها مع امينة وبقوة ..
هل حقا بسبب غربتها التي تجعل المشاعر أكثر حساسية ومرهفة أكثر مما هي
وهل فعلا بسبب وحدتها واحتياجها لمن يشغل تلك الوحدة وقعت فيما تظنه حب حقيقي وهو مجرد وهم أحبته لأنه يلبي ما تصبوا اليه ؟؟؟
وعند ظهوره أخبرته بكل ما دار .. وهو أنكر كل ذلك وبقوة ..
فمشاعره التي تحركه الآن واحتياجه القوي لها أكبر من مجرد حوار يومي
ولقد سعدت وبقوة بكلامه هذا وأراحها واستراحت لذلك
وأخبرته أنها فعلا تتمنى رؤيته وجها لوجه وتشتاق بقوة لليوم الذي يكون فيه بباكستان .. ولكنه أخبرها بأن باكستان من الدول الغير مدرجه في رحلات شركته بسبب التوتر الناجم عن جوارها لأفغانستان وما يدور بها من صراع ..
قالت له هل معنى ذلك ألا أمل في رؤيتك ؟؟
قال .. حتما سيحدث عند عودتك لمصر .
ونقلت هي كل ذلك لأمينة التي استمعت للقصة كاملة ولم تعلق عليها .. وقالت لها أنا أخبرتك بما عندي ولا قول أكثر مما قلته سابقا ..
وغابت عنها أمينة شهرا كاملا
كانت وفاء تلتقي فيه معه ويعوضها عن كل ما تفتقده ..
وحينما ظهرت امينة .. كانت آتية لها بمفاجأة رهيبة ..


قالت لها معذرة يا وفاء .. والله أشعر بألم يقتلني مما ستصابين به بعد قليل
ونقلت لها سبب مغيبها طوال ذلك الشهر
فبطريق غير مباشر علمت منها غرفة الحوار التي كانت سبب تعارفهما
ودخلت امينه اليها باسم مستعار وكانت تنتظر ظهوره وحين ظهر تلقفته أمينه وطلبت الحوار الخاص معه ورحب هو وبقوة
وبدأت تنسج معه خيوط الصداقة المعتادة على شبكة الانترنت وهو يتماشى معها وبسرعة ..
وحين أخبرته أنها تشعر نحوه بشعور جديد وغريب كان رده أنه أيضا ينجذب اليها وبقوة وأنه يشعر بولادة جديدة ..
قالت له يا ترى أنا الحب رقم كم في حياتك أخبرها بأنها أول مرة تحدث له تلك المشاعر وبهذه القوة !!!
والغريب أنها لما سألته عن مهنته أخبرها بأنه مهندس كمبيوتر فعلمت بأنه أفاق
فنسخت كل تلك الحوارات وأرسلتها الى وفاء في رسالة ..
لم تصدق وفاء ذلك .. وقالت حتما هناك خطأ ما .. وليس هناك أفضل من المواجهة
وحين دخل طلبت منه أن تشرك إحدي صديقاتها في محادثة ثلاثية ووافق
وفوجيء بأنها امينة وحين المواجهة .. لم ينكر كل ذلك
وبكل بساطة أخبرها بحقيقته وانه مجرد شاب حاصل على بكالوريوس تجارة ويعمل بأحد نوادي الانترنت المنتشرة في مصر وهذا سبب تواجده الدائم على الشبكة .
أغلقت وفاء وقد شعرت بالانهيار ..
كانت لطمة قاسية هزتها من الأعماق ..
كانت تجربة صعبة ظلت أكثر من ثلاث أسابيع لا تستطيع فتح جهازها بسببها ..
ولكنها استوعبت الدرس جيدا ..
وكما قالت لها صديقتها الوفية أمينة .. لا مشاعر على الانترنت
فهو ليس سوى وسيلة اتصال وتواصل ووصول للمعلومات والمعرفة عليه وفقط .
ومن هنا قررت أنها أبدا لن يكون لها حوار مع شاب وانما أقاربها ومن تعرفهم معرفة شخصية وأي فتاة من أي مكان في العالم ..
ومرت فترة طويلة حتى استطاعت التخلص من هذه التجربة القاسية ومن آثارها ..
وقد تعرفت على فتاة مصرية قالت لها أنها تبحث عن الصداقة النافعة .. فأعجبت وفاء بذلك لأن أغلب من يريد التعرف بها من الفتيات لا يبغون سوى تمضية الوقت بالحوار ومشاركة الملفات الصغيرة وفقط ..
فرحبت بها وبصداقتها وشدها اليها أكثر أنها طبيبة مثل صديقتها الوفية أمينة وكان مجال تخصصها مجال أمراض النساء والتوليد ..
وكانت دوما تحب التحدث عن مجال تخصصها وأنه مجال حساس جدا ويتمتع بالخصوصية الشديدة ..
والحوار بين الفتاة أو المرأة مع طبيبة أمراض النساء والتوليد حتما يكون أفضل من أن يكون مع طبيب فشيئا ما يتعدى مرحلة الإحراج وبدأت تضرب لها الأمثلة ببعض الأمراض التي تصيب الفتيات في مرحلة ما قبل الزواج .. وكانت تتحدث بجرأة أحرجت وفاء بقوة حتى أنها كانت تستمع ولا تفه بحرف .
والغريب أنها كانت في كل مرة لابد وأن تتطرق بموضوع يتعلق بتلك الأمراض
وكانت تتعجب من عدم تفاعل وفاء معها .. ووفاء تقول لها الموضوع غير هام بالنسبة لي ومحرج جدا ..
وهي تلح وتقول بالعكس ما تتخيلينه غير هام يكون كارثة حين حدوثه يجب أن تتسلحي بالمعرفة ولا حياء في العلم ونحن فتيات ولا مجال للإحراج ..
وكانت وفاء تتهرب منها وتحاول دوما تجنب ذلك الحوار ..
وفي ذات مرة أثناء حوار وفاء مع أمينة قالت لها في أي مجال سوف تتخصصين إن شاء الله يا أمينة ؟؟
قالت لها في مجال النساء والتوليد .. ضحكت وفاء وقالت لها وستصبحين جريئة ومتبجحة مثل ريهام ؟
وعندما سألتها من هي ريهام ؟؟ أخبرتها بالقصة ..
ولأن أمينة الشك اليها يكون أقرب المشاعر التي تراودها تشممت في القصة أمرا لا يعجبها ..
فطلبت منها بريدها الذي تحدثها من خلاله لأنها تبغي التعرف عليها وأخذته ..
وعادت اليها بعد اسبوع واحد بمفاجأة أخرى مؤلمة ..
فقد ذهبت أمينة الى ريهام وطلبت الحوار معها فحدثتها ومن ضمن الحوار طلبت منها أن ترسل اليها بريدا يحوي بعض المواقع الطبية فأرسلت اليها البريد ..
وبعدها أن قامت أمينة بعمل بريد آخر باسم فتاة أخرى ودخلت تطلب الحوار معها فوافقت على الفور وعندما أخبرتها ريهام بأنها طبيبة أمراض نساء وتوليد قالت لها أمينة بأنها ستحتاج الى استشارتها في أمور كثيرة محرجة .. وقد شعرت بالفرحة في ردها حين أجابت بسرعة وأنا طوع أمرك اسألي ما بدا لك ماذا تريدين ؟؟ ..
قالت لها أمينة في الحقيقة أتمنى التعرف على الانترنت على شاب جريء ونتحدث سويا كالأزواج هل هذا مضر .. فقالت لها مطلقا وستجدينها تجربة رائعة ..
تيقنت أمينة من الرد الغير علمي بالمرة بأن هناك شيئا غير طبيعي كما توقعت ..
ولكنها نصبت الفخ الذي تريده وبأسرع مما تتوقع وقعت في الفخ فقد استأذنتها ريهام لتغلق وبمجرد اغلاقها أتت اليها رسالة من شاب يقول أنه يريد التعرف على فتاة حرة .. فقبلت وقالت له ليس قبل أن ترسل الي رسالة بها معلومات عنك ..
ولقد أرسل اليها البريد ..
وبمقارنة رقم الآي بي الذي يحدد رقم الجهاز المستخدم للدخول للانترنت قارنت رقم الرسالة الواردة من ريهام التي كانت تحوي المواقع الطبية وتلك الرسالة وكان الرقم واحدا كما توقعت وريهام ليست سوى شاب فقد ضميره ودينه
وعلى الفور أخبرته أمينة بأنها حصلت على رقم الآي بي الخاص به وسوف ترسله لشرطة الآداب حتى تتخذ معه إجراءا حتى يكف عن سخافاته هذه والعاب الشياطين التي يتلاعب بها لينال متعة غريبة لا يطلبها الا مريض نفسي ..
كانت صدمة أخرى هزت كيان وفاء ..
قالت لأمينة أشعر بأن الناس كلها قد صارت أكثر شرا من إبليس ..
فقالت لها أمينة لا تفقدي الثقة بمثل السرعة التي تمنحينها لكل من تتعرفين عليها
يجب التروي قبل منحك الثقة لأي شخص على هذه الشبكة العنكبوتية
فكما أخبرتك من قبل لا يوجد شيء حقيقي عليها ..
وقد استوعبت الدرس جيدا كسابقه ..
وقد عزمت أمرا آخر .. ألا تحدث أي شخص الا اذا كان ذو معرفة سابقة شابا كان أو فتاة ..
وقد ايقنت تمام اليقين بأن أمينة هي حارسها الأمين الذي يقوم بحمايتها من كل ما يحيط بها رغم بعد المسافة الا أنها دوما معها ..
ولهذا عادت الى مرحلة الحديث اليومي معها مهما كانت المشاغل التي تشغلها ..

*********
أرجوا منكم اخوتي الكرام بموافاتي بآرائكم الخاصة عن هذه الرواية
وجزاكم الله خيرا

*********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
soha

soha


انثى عدد الرسائل : 85
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2008 8:45 am

بصراحة قصتك أكثر من رائعة بل و حقيقية كمان لأن الأنترنت سلاح ذو حدين واجب علينا أن نستغله فيما يفيد و نبتعد عن العلاقات المشبوهة عليه و منها دخول حجرات الشات لأن كل من فيها يريدون التسلية فقط لاغير جزاك الله خيرا يادكتور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. أحمد مراد




ذكر عدد الرسائل : 61
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2008 8:53 am

soha كتب:
بصراحة قصتك أكثر من رائعة بل و حقيقية كمان لأن الأنترنت سلاح ذو حدين واجب علينا أن نستغله فيما يفيد و نبتعد عن العلاقات المشبوهة عليه و منها دخول حجرات الشات لأن كل من فيها يريدون التسلية فقط لاغير جزاك الله خيرا يادكتور.

جزاك الله خيرا أختنا
وسعيد أن أعجبتك الحلقة الأولي من الرواية
والتي كل ما مر بها ليس سوى تعريف بالشخصية الرئيسية فقط
وأتمنى أن تعجبك البقية باذن الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Neveen

Dr.Neveen


انثى عدد الرسائل : 79
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2008 7:12 pm

الأخ:د: أحمد مراد:
رواية أكثر من رائعة و إن كان ذلك مجرد تعرف على البطلة فكيف باقى الحلقات؟
فى إنتظارك بداية مبشرة بإذن الله تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. أحمد مراد




ذكر عدد الرسائل : 61
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 24, 2008 5:58 am

د:نيفين كتب:
الأخ:د: أحمد مراد:
رواية أكثر من رائعة و إن كان ذلك مجرد تعرف على البطلة فكيف باقى الحلقات؟
فى إنتظارك بداية مبشرة بإذن الله تعالى.

جزاك الله خيرا أختنا الكريمة د. نيفين
وسعيد بمتابعتك لأحداث الرواية
وباذن الله من بعد الحلقة الرابعة أعدك بأنك من شدة التشويق لن تطيقي صبرا حتى تنزل بقية الحلقات
وأتمنى أن تعجبكم بقية الحلقات باذن الله
وبارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. أحمد مراد




ذكر عدد الرسائل : 61
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 24, 2008 6:19 am

ملائكة وذئاب

رواية

بقلم د. أحمد مراد

************

الحلقة الثانية

************[/
size]


[size=18]
مرت أشهر عدة على تلك المواقف حتى أنها قد بدأت تنزوي الى النسيان وإن كانت بالطبع قد تركت آثارها في أسلوب تعامل وفاء مع البشر على شبكة الانترنت

ولأول مرة تغيب أمينة عنها مدة طويلة ..

عشرة أيام كاملة لم تظهر ولم ترسل اليها بريدا ..

كان القلق يستبد بوفاء ..

كانت تعلل المغيب بمشاغلها وتنقلها بين الأقسام المختلفة أثناء سنة التدريب المسماة بالامتياز ..

ولكن هذا لم يحدث من قبل .. فالمدة كبيرة مقارنة بما سبق ..

حتما يوم الجمعة أجازة من العمل ولن تكن عندها مشاغل فيه الا القدر اليسير

أين هي ؟؟

وفي اليوم الحادي عشر حين استيقظت صباحا وقبل حتى أن تتناول فطورها وبشكل تلقائي ذهبت لترى هل هناك رسائل لها أم لا ؟

ووجدت رسالة من بريد غريب لم تره من قبل وعنوانه .. أمينة بخير

مجرد رؤيتها لاسم صديقتها أفقدها صوابها من الفرحة وعلى الفور فتحت الرسالة

ولقد شعرت بدهر يمر عليها ما بين ضغطتها لفتح الرسالة الى أن فتحت فعلا ..

ووجدتها رسالة قصيرة و مقتضبة ..

كانت الرسالة تقول :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صديقتك د. أمينة بخير ولقد انقطعت خدمة الانترنت عن منزلها بسبب عطل في الشركة التي تمدهم بها .. وهي تعمل بقسم أمراض النساء والتوليد هذا الشهر وهو القسم الذي لا يوجد فيه خدمة انترنت بالمستشفى .. د. محمد عياد

وعلى غير العادة كان تصميم الرسالة رقيقا وجذابا ..

كانت على خلفية وردية وتفتتح بجملة البسملة التي تومض ببط وتدرج في الألوان

وتختتم بزهرة منعكسة على سطح مائي متموج بطريقة أخاذة

شدها ذلك التصمم وأعجبها زوق صاحبها الراقي ..

وعلى الفور قامت بالرد عليه قائلة :

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أشكرك لرسالتك التي طمأنتني بها عن صديقتي أمينة ..

ولكن معذرة لسؤالي التالي حتى أستوثق فقط منك ..

من أنت ؟؟ وما صلتك بأمينة صديقتي ؟؟

كانت تتوقع بأن يأتيها الرد في وقت قصير .. ولكن أتاها الرد في اليوم التالي

وأخبرها بأنه طبيب زميل لصديقتها أمينه وأنه يكبرها بأعوام ثلاثة وهو طبيب مقيم بقسم الأطفال ونوبة عمله ليلية بقسم الحضانات والأطفال حديثي الولادة

وهو أحد الأقسام التي تتوفر بها خدمة الانترنت حيث أن العمل به هاديء ومستقر

ولقد تصادف بأن مريضة أتت لقسم أمراض النساء التوليد حيث تتدرب أمينه هذا الشهر وكان وليدها ناقصا للنمو ويحتاج لرعاية خاصة بالحضانة وصعدت اليه أمينه لتخبره بحجز وحدة رعايه له ووجدته جالسا على جهازه يجوب شبكة الانترنت فاستأذنته أن يرسل لها هذا البريد وقد فعل .. هذا هو الأمر بالتفصيل .

فردت عليه تشكره وتعتذر له عن أسلوبها لأنها تعرضت لمواقف كثيرة سخيفة قبل ذلك ولا تريد أن تتكرر معها وقالت له لو كان بالامكان أن يحدد لها موعدا تتمكن فيه أن تجالس صديقتها ولو خمس دقائق فقط تحادثها كي تطمئن عن أخبارها فهي لم ترها منذ مدة غير وجيزة .

وكالمرة السالفة أتاها رده بأنه سيبحث عن صديقتها ويرى ما هو التوقيت المناسب الذي تلتقيان فيه ..

وتم تحديد الموعد واخيرا التقت مع صديقتها أمينة ..

وفور أن رأتها ابتدرتها وفاء قائلة

- أين أنت أيتها القاسية .. كل هذه المدة ؟!!

- معذرة وفاء يا حبيبتي فوالله أمر بظروف قاسية

فأنا أعمل في المستشفى في نوبة ليلية في قسم أمراض النساء والتوليد والعمل به شاق بطريقة غير عادية .. فلم أكن أتخيل أن النساء في بلدنا لا يكفون عن الولادة كل دقيقة كما أرى الآن .. فأنا أعمل طوال الليل بلا كلل ولا نوم وأعود لأنام معظم النهار وحين استيقظ لأستعد للنوبة التالية وليس عندي الوقت للذهاب الى اي نادي انترنت لمحادثتك أو مراسلتك وبالطبع تعلمين بأن الخدمة مفصولة عني لعطل في الشركة .

- كان الله في عونك حبيبتي .. والحمد لله أن المستشفى التي تعملين بها متوفر فيها هذه الخدمة .. الآن وقد وجدت الحل لا عذر لك .

ضحكت أمينة وقالت :

- ما أفعله الآن يتجاوز كل الأعراف والمنطق يا صديقتي .. فأنا طبيبة امتياز

وطبيب الامتياز عندنا في مصر هو أقل الكائنات شأنا .. فنحن نعامل من الاطباء القدامي معاملة أدني من معاملة العبيد وليس لنا آية حقوق ولا حتى استخدام التليفون بين الأقسام .. الطبيب النائب بإمكانه أن يرفع سماعة الهاتف بجواره ليسأل بنك الدم عن توافر فصيلة دم معينة .. ولكن كيف وقد أتته الفرصة ليمتهننا .. فيرسل أحدنا ليسأل ويأتي اليه بالخبر .. حتى عامل المصعد أحيانا يتجاهلنا ويتركنا نصعد جريا على السلالم .. ونادرا جدا أن تجدي شخصية مهذبة مثل الدكتور محمد عياد .

- من الواضح حقا أنه شخصية طيبة ومهذبة جدا ..

- لأقصى درجة يمكنك تخيلها .. فهو طبيب يحب مجاله وبارع فيه ومتدين جدا ويخشي الله ودمث الخلق لأبعد درجة .. وفوق كل هذا فهو موهوب في أكثر من مجال .. فهو يقرض الشعر وقد فاز أكثر من مرة بمستويات متقدمة في مسابقات عدة في مجال الشعر .. وأخيرا أنشأ موقعا اليكترونيا رائعا اسمه نور الشمس .

- هل هذا ما يقصدة في آخر رسالته بجملة .. نور الشمس في انتظارك

- نعم فالجملة عبارة عن رابط عندما تضغطين عليه تفتح لك موقعه .

وعندما همت وفاء أن أن تستطرد معها في الحوار استأذنتها أمينة على عجالة فطبيب قسم النساء والتوليد اتصل ليستعلم عن سبب تأخرها وتوجب عليها الانصراف بسرعة .


************


كان موقعا اليكترونيا يمتاز بتصميم بسيط ورقيق للغاية وزوقه أكثر من رائع ..
فوفاء من المفترض أنها مهندسة تصميم مواقع على شبكة الانترنت .. ولكن هذا على المستوى الاكاديمي فقد درست كل شيء ولكن الدراسة تكون شيئا وتطبيقها في الواقع يحتاج الى مرحلة وسط من التمرس والتمرين ولهذا كان موقع نور الشمس به عدة أشياء لا تعلم كيفية تصميمها ..
أخذت تتصفح الموقع ..
كان به عدة أقسام .. قسم الأدب ويحوي روائع الشعر العربي وقسم خاص لإبداعاته الشخصية .. ويقبل النشر لكل من له موهبة حقيقية .. وقسم التاريخ ..
جعل عنوانه ( فتشبهوا إن لم تكونو مثلهم .. إن التشبه بالرجال فلاح )
وما شدها ولفت انتباهها وبقوة أنه كان يسرد التاريخ بنفسه وليس نشرا لكتب تاريخية وفقط ..
كان يسرده بأسلوب بسيط ورائع ومشوق .. حتى انها كانت تفتح الصفحة وتحاول أن تقرأ المقدمة فلا تستطيع الافلات من قراءة المادة كاملة ..
وقسم الايمانيات ..
جعل شعاره هيا بنا نغرز نخلة ..
فهو يرى بان الدنيا ليست الا غراز الآخرة ولهذا كل عمل صالح إنما هو نخلة تزرع في واحة الآخرة كي يستظل بها يوم لا ظل الا ظله سبحانه .
وقسم السياسة الذي لم يشدها .. فالانتقاد الدائم لكل شيء .. والإحساس بان الكون ليس سوى مسرحا للمؤامرات المحلية والعالمية لم تكن تحبه وترفض الخوض فيه .
وأخيرا قسم المرح والفكاهة .. كان قسما خفيف الظل علت ضحكتها مرار وتكرارا أثناء تصفحها له .
بالرغم من أن الموقع يعد تكرارا لكثير من المواقع والمنتديات إلا أن ما أعجبها فيه أن له عبقا خاصا وهو التميز وحمله لبصمة شخص واحد
وكان هناك صفحة لآراء القراء فيما ينشر .. ورغبة منها في المشاكسة .. كتبت عكس رأيها تماما لترى ما هو رد فعله .. كتبت تقول ..
عجيب هم الأناس الذين يظنون بأنهم يملكون كل نواصي الأمور .. وأنهم موهوبون في كل المجالات .. فهم المتميزون في الطب والادب والتاريخ .. وفي الحقيقة هي محاولة لمداراة حقيقتهم المرة ألا وهي أنهم لا شيء .. أعتقد لم يعد باقيا إلا أن يخبرنا صاحب الموقع بأنه من قام بتصميمه حتى يكون بارعا في الهندسة كذلك !!
ولن أتعجب بعدها حين تذيع وكالة ناسا للفضاء شكرها لمساهماته الجليلة في عدة مراحل من إطلاق مكوكاتها الفضائية .
ووقعت ببريد لها لا تستخدمه حتى لا يكتشف او يعرف من هي ..
كانت تعرف بأن رده على كلامها لن يأتي قبل الغد .. ولهذا انتظرت لليوم التالي ..
وحين فتحت .. كانت تتوقع ثورة عارمة من الغضب وتقاذف الكلمات ..
ولكنها وجدت النقيض ..
بكل هدوء كتب يقول ..
الأخ الكريم أو الأخت الكريمة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أولا أنا لم أدع باني أملك كل نواصي الأمور .. وإن كنت اتمنى ذلك .. فأجدادنا منهم من كان عالما في الكيمياء والطب والرياضيات في نفس الوقت .. أقول عالما وليس هاويا .. ولو بحثت في مسار التاريخ لوجدت أن كل نهضة علمية كانت بدايتها على ايديهم .. ولكننا للأسف لم نكمل الدرب الذي مهدوه لنا وانطلقنا نحو المتع والخلافات والصراعات فيما بيننا .. وليس عيبا أن يجمع المرء بين هواية ويبرع فيها بجوار تخصصه بشرط أن يتميز في تخصصه هذا .. فالمرء لديه طاقات رائعة لو حاول اكتشافها لوجد الكثير مما لا يخطر بباله .. وأرجوا منك أخي أو أختي بأن تحدد لي ما هي أوجه القصور في المواد المنشورة حتى أحاول إصلاحها أو الاستعانة بأهل الخبره في إصلاحها .. ومعلومة أخيرة .. الموقع كل شيء فيه من التصميم الى المواد المنشورة به .. هو مجهود فردي لي فعلا .
كان رد فعل مفاجيء لها .. فعلى عكس ما كانت ترى بحجرات المحادثة حين يحدث خلاف فيبدا تبادل السباب والشتائم بطريقة مقززة .. كان رده منطقيا وعمليا لأبعد مدى .. وظلت تقلب في الموقع كي تجد أي قصور فيه لتذكره .. ولم تجد هذا الخطأ الذي تبحث عنه .. فشعرت بالغيظ .. لأنه ما من إنسان كامل حتما هناك عيبا ما ولكن القصور بها ولهذا لا تجد تلك العيوب ..
وتوقفت عند كلمة القصور هذه .. إنها متخصصة في تصميم المواقع .. وحتما خبرتها لابد وأن تفوقه فهو مجرد هاو وهي محترفة .. والعيب أنها لم تحاول تطبيق ما تعلمت ..
وعلى الفور أخرجت كتبها ومراجعها وبدأت في قراءة سبل التطبيق وأسرار التصميم والتطبيق عمليا .. وبدأت تحث الخطي لمحو الفرق بين النظرية والتطبيق
وعلى الفور وجدت اوجه قصور عدة في تصميمه .. وكادت أن تطير من السعادة
وعلى الفور خطت رسالتها وقد لجأت لأسلوب جديد لم تفعله من قبل فقد تحدثت بصيغة المذكر حتى تتجنب المشاغبات التي كانت تأتيها حينما تتحدث بصيغة المؤنث .. كتبت تقول ...
الأخ الكريم ..
أشكر لك رد الهاديء والعلمي .. وأتمنى حقا بأن يأتي اليوم الذي نتلمس فيه خطى أجدادنا وليس التشدق بأمجادهم وفقط ..
سألت عن اوجه القصور التى وردت بموقعك ..
واليك بعضها .. ولعلمك فأنا مهندس تصميم مواقع اليكترونية ..
وفي تصميمك المليء بالخلفيات الصوتية .. أنت تتخذ تلك الخلفيات من ملفات صوتية ذات امتدادات تجعل حجمها كبيرا وبهذا تجعل سرعة تصفح الموقع بطيئة للغاية .. وأنت تستخدم أكواد لغة الاتش تي إم إل .. في حين أنك لو استخدمت جافا سكريبت لكان ذلك أكثر تميزا .. ولديك أكثر من بورت مفتوح مما يجعل من السهل اختراق الفيروسات له .. وكذلك يجعل قراصنة الانترنت من السهل عليهم محو وتدمير موقعك في لحظات هذا قليل من كثير وجدته لديك وذكرته لك على سبيل المثال فقط .. وشكرا م. ياسر عبد الجواد.
رجعت وفاء بظهرها للخلف وقد شعرت بالرضا التام عن نفسها بعد أن شعرت بالنصر في معركتها الإفتراضية التي اختلقتها .
وكانت تنتظر الرد بمنتهى اللهفة .. حتى نهاأ أنها كانت تفتح الموقع كل ساعة على أمل أن تجد الرد ..
كانت تعلم بأنها لن تجد هذا الرد قبل الصباح .. وبالرغم من ذلك ظلت تنتظره حتى وقت متأخر من الليل .. وفعلا عند الساعة الثانية منتصف الليل ظهر الرد على صفحات الموقع ..
كتب يقول ..
الأخ الفاضل م. ياسر .. جزاك الله عني وعن قراء الموقع كل خير على ملحوظاتك الرائعة هذه .. وبالطبع مهما كانت إمكاناتي فهي قدرات هاوي وليس بمحترف مثلك
.. وأرجوا ألا أكون مثقلا عليك لو طلبت منك التطوع لإصلاح كل تلك العيوب وإفادتى وكل القراء من خبراتك الرائعة ولك جزيل الشكر منا وعظيم العطاء من الله العلى القدير.. ولقد اعطيت بريدك الاليكتروني كل الإمكانات للدخول والتعديل في الموقع بما تراه صالحا .
...
كانت مفاجاة أخرى لها .. فعلى الفور أقر الرجل بالعيوب ولم يحاول المجادلة بالباطل كما كان يحدث وتراه سابقا .. فقد كان الشاب هناك يذكر معلومة خطأ وحين تراجعه فيه يظل يعاند ويكابر ويحاول ذكر مصادر للمعلومة كلها مكذوبة المهم ألا يظهر بمظهر المخطيء ..
والمفاجأة الكبرى أنه طلب مساعدتها واعطاها كل إمكانات التدخل والعمل في الموقع ..
فالموقع كان متميزا جدا ولم يخطر ببالها أن تكون ضمن فريق العمل به ..
ولقد سعدت بهذا لدرجة كبيرة .. وقررت أن تبرز قدراتها التي لم تحاول استخدامها من قبل .




يتبع

*********

أرجوا منكم اخوتي الكرام بموافاتي بآرائكم الخاصة عن هذه الرواية

وجزاكم الله خيرا

*********
[/quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمرأة مسلمة

أمرأة مسلمة


انثى عدد الرسائل : 30
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 16/06/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رواية جميلة فعلا   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 24, 2008 7:17 am


الأخ د. أحمد مراد:
فعلا حضرتك موهوب و أنا سعيدة إنك طرحت هذه القصة فى هذا الوقت بالذات و خصوصا مع وجود مشكلة البطالة و الفراغ لدى الشباب و البنات و دخولهم إلى مواقع الأنترنت للأسف الشديد ليدردشوا.......جزاكم الله خيرا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. أحمد مراد




ذكر عدد الرسائل : 61
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 24, 2008 7:46 am

أمرأة مسلمة كتب:

الأخ د. أحمد مراد:
فعلا حضرتك موهوب و أنا سعيدة إنك طرحت هذه القصة فى هذا الوقت بالذات و خصوصا مع وجود مشكلة البطالة و الفراغ لدى الشباب و البنات و دخولهم إلى مواقع الأنترنت للأسف الشديد ليدردشوا.......جزاكم الله خيرا .

جزاك الله خيرا أختنا
كلامك صدق وحق
وأتمنى أن تعجبك بقية الرواية باذن الله
وفي الحقيقة ليس موضوعها الأساسي هو العلاقات الرقمية
فكل ذلك مجرد بداية وتمهيد للأحداث الحقيقية التي ستأتي فيما بعد
بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د/لؤلؤة

د/لؤلؤة


انثى عدد الرسائل : 29
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 05/06/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 25, 2008 6:37 am

اولا تحياتى الشديدة جدا لحضرتك ولقصتك اللى بجد امتعتنى
وكنت قريتها فى منتدى طلبة بنها قبل كدة وبصراحة مش قادرة اقول اد ايه جميلة ونهايتها اد ايه صعبة وبتعرض قضية مهمة جدا جدا جدا باسلوب رائع جدا جدا
تقبل تحياتى على العمل الفنى الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. أحمد مراد




ذكر عدد الرسائل : 61
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 25, 2008 7:47 pm

جزاك الله خيرا أختي الكريمة د. لؤلؤة
وأشرف بانك كنت ضمن المتابعين للرواية من قبل
وأشرف أكثر لو تابعتي روايتي الجديدة رجل أمن دولة
على الرابط التالي
http://***********.com/vb/showthread.php?t=1254
وأتمنى أن تحوز إعجابك مثل ملائكة وذئاب باذن الله
وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. أحمد مراد




ذكر عدد الرسائل : 61
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 25, 2008 9:01 pm

ملائكة وذئاب
رواية
بقلم د. أحمد مراد
************
الحلقة الثالثة
************
قد يظن البعض أن هذه الحلقة لا علاقة لها بالراواية وأنها مقحمة في الأحداث
ولكن على المدى الطويل سيظهر الرابط .. فقط تابعو

************

كان هارى شابا أمريكيا يافعا يبلغ من العمر ثلاثا وعشرون عاما ينظر نحو المستقبل بتفائل كبير وأمل واسع ..
وفور انتهائه من تعليمه في مجال المحاسبة كان يأمل بأن يكون محاسبا في شركة كبرى .. ولكن العمل بتلك الشركات كان من الصعب الوصول اليه ..
بذل كل ما يستطيع من جهد ووقت واعدادات في الدورات المؤهلة لرفع امكاناته وخبراته .. وحين ظن بأنه قد وصل للدرجة المرجوة من الاستعداد بدأ في السعي ..
وبعد مرات عدة من المقابلات والامتحانات للتقدم والعمل في بعض الشركات ..
أخيرا .. وافقت إحداها على التحاقه بها ولكن براتب مجحف حتى يظهر التميز المرجو منه .. ولقد وافق مباشرة .. فتلك هي الخطوة الأولى لإرتقاء سلم النجاح
وبمجرد جلوسه على مقعده شعر بأنه قد ارتقى عرش السمو والفلاح ..
ولعجبه كانت وظيفته عملا تافها لم يكن يتوقعه ..
فقد كان عليه يوميا ان يفتح حاسبه ليراجع حاصل جمع أو ضرب الأرقام وجميع العمليات الحسابية لملفات قديمة كل يوم يعطيها له رئيسه في العمل .
ولكنه لم يتذمر او يبدي أي اعتراض أو تعجب لذلك ..
وكان يرى علامات الرضا على وجه رئيسه كلما طلب منه شيئا وكانت اجابته بالايجاب دون اي تساؤلات مطولة ..
مر عليه ثلاثة أشهر يؤدي نفس الوظيفة بل كان أحيانا يطلب منه رئيسه مراجعة نفس الملف خمس مرات في نفس اليوم .. ورغم أنه لم يظهر أي خطأ أبدا في عمله الا أنه كان رده بأنه سيفعل ما يطلب منه على الفور ..
وكما توقع فقد كانت فترة اختبار لشخصيته وطبيعة تعامله مع رئيسه والاستجابه لتنفيذ ما يطلب منه ..
ففي يوم طلب منه رئيسه أن يلحق به الى مكتب رئيس قسم المحاسبة ..
وبعد لحيظات كان هناك ..
وتم اغلاق الابواب وكل المنافذ بعناية وبدأ رئيس قسم المحاسبة بالكلام ..
.. (( أنت يا هاري مثال رائع للمحاسب الناجح وللشاب الطموح وأنا أتوقع لك بمستقبل باهر .. أعجبني بك استجابتك السريعة وطاعتك العمياء لكل ما يطلب منك وبدون نقاش .. لذا أنت من القلائل الذين نالو ثقتنا ولقد تم نقلك لقسم خاص جدا عندنا لا يعلم به أحدا من العاملين بالشركة الا أنا ورئيسك مستر جون .. فهل عندك الاستعداد للعمل بصمتك المعهود ودون تساؤل مهما كانت غرابة ما تفعله ؟؟ .. وبالطبع لن أخبرك بالعائد المالي الذي سيعود اليك وسيكون نقلة خاصة لك ))
كان هارى يشعر بالزهو لنيله تلك الثقه ولنجاحه بتلك السرعة في أن يعلو السلم عدة درجات مرة واحدة ولهذا كانت اجابته بالموافقة فورية وبلا تردد ..))
وانتقل هارى لمكتب جديد وكان عمله أيضا على غير توقعه بسيطا جدا ..
كان مستر جون يأتي اليه بملفات احدى الصفقات ويطالبه باجراء حساباتها من تكلفة ونفقات وأرباح .. ولكن كان مطالبا بألا يعلم مخلوق شيئا بشأن تلك الملفات
ولا يسأل من أين تأتي ولا الى أين تذهب .. وهو لم يكن مهتما بذلك .. كان جل همه هو أن يجري حساباته بلا خطأ واحد يحتسب عليه ..
وكل يوم يمر كانت تظهر علامات الرضا على وجه مستر جون وكانت آثار تلك العلامات واضحة جلية في راتبه آخر الشهر .. ولكن العجيب أن راتبه كان يأتي اليه من جهتين .. جزء وهو قليل يتم تحويله الى حسابه بالبنك من طرف الشركة والجزء الأكبر من حساب شخصي باسم لا يعرفه ولا يعرف صاحبه .. وحين استفسر عن ذلك من مستر جون .. لامه أولا بأنه قد بدأ يتسائل وهذا غير مرغوب به .. وطمأنه بأنه يعمل عملا خاصا لا يجب أن يشعر به بقية الموظفين ولكي يتم عمله بسرية تامه ينال معظم راتبه من حساب خاص حتى لا تظهر اسم الشركة فيه وذلك لأنه من السهل الوصول والاستعلام عن راتبه من طرف بعض الموظفين في الشركة وبهذا يكن عمله آمنا ..
كان عقل هارى يموج بالتساؤلات .. فعمله طبيعي وبسيط ومثله مثل بقية أعمال قسم المحاسبة فلم كل ذلك التعتيم والاجراءات السرية ؟!! ..
ولكن لأنه علم بأن سر تميزه هو عدم الاستفسار أو التعجب فقد قتل كل تلك التساؤلات في داخله .. وكفاه أنه يعمل بجد واخلاص وأنه ينال ما يريد ..

*****
كان هاري يتناول بعض المياه الغازية اثناء احدى فترات الراحة حين رآها تقترب منه .. انها تلك الفتاة الجديدة التي حلت محله بعد أن ارتقى لعمله الجديد
كانت بسيطة ومتوسطة الجمال ويختفى معظم وجهها خلف منظار كبير ..
كانت تتناول نفس مشروبه المفضل .. كانت مرتبكة وتنظر لما حولها بحيرة ودهشه ..
ابتسم هاري حين تذكر نفسه في موضعها في بداية عمله ..
ولم يتمالك نفسه من أن يقول لها ..
.. (( حتما تتسائلين وتقولين متى أكون على رأس كل هؤلاء ؟؟ ))
نظرت نحوه بدهشة واطرقت بوجهها خجلة وهي تقول ..
.. (( من الطبيعي أن يطمح المرء لأن يكون ناجحا وبارزا في عمله وحياته ))
وانطلق الحديث بينهما .. وتكرر يوميا أن يكونا سويا في أوقات الراحة ..
وانجذبا كل منهما للآخر وحدث ما يسمى بالحب بينهما ..
كان يشاركها كل شيء ويحكي لها كل شيء الا فيما يتعلق بعمله ..
وهي لم تسأله عنه مطلقا ..
وإن كانت بين الفينة والأخرى تلمح له بأنها تتمنى أنت ترتقي بسرعة في عملها مثلما فعل .. فكان يلقي اليها بالنصائح التي تمكنها من ذلك وكان بالطبع يذكر لها بأن أهم شيء هو الطاعة العمياء للرئيس المباشر لها ..
وفي مرة قالت له بأنها تشعر بالملل من مراجعة ملفات قديمة لم يعد هناك حاجة اليها اصلا .. وتسائلت ترى هل عملك بنفس الملل هكذا أم أن هناك تطورا بعد الترقي ؟؟ .. كانت اجابته متحفظة جدا حين قال لها بأن العمل هو العمل .. ونصحها بان تعتبر الملفات التي تحت يديها هي ملفات حديثة ولصفقات هامة وأن أقل خطأ منها قد يؤدي الى كارثة ووقتها لن تشعر بذلك الملل ..
وكانت تستجيب لنصائحه وتشكره عليها لأنها بالفعل كانت تؤتي ثمارها معها ..
وسألته ذات مرة عن الخبرات أو المؤهلات التي ينصحها بها حتى تكن في مثل خبرته وتميزه .. وكان يشعر بالإطراء المستمر في حوارها معه مما كان يشعره بالرضا عن نفسه .. وكانت تزيده قربا منها ..
وكان يشعر بأنها لديها نفس طموحه وأمله في أن يكون شيئا كبيرا يشار اليه بالبنان وكانت تتخذه قدوة لها ..
وفي يوم ما وفي لحظة شاعرية جدا وكانا أقرب ما يكونا الى بعضهما البعض ..أكبرن يجرؤأن
طلبت منه طلبها وهو بعد تردد قليل وافق عليه ..
فقد طلبت منه بأن يحضر اليها أحد الملفات التي يعمل عليها ويدربها عليها مما يعطيها الخبرة اللازمة لها حتى ترتقي بسرعة مثلما فعل ..
وكانت تلك الغلطة الشنيعة التي أودت به ..
فتلك الفتاة الرقيقة البسيطة التي تموج بالمشاعر نحوه لم تكن سوى عميلة للمباحث الفيدرالية وكانت مكلفة بكشف عملية نصب كبرى تجرى بالشركة
فقد كان مستر جون ورئيس القسم يقومون بعمليات وهمية تتكلف الشركة أعبائها المالية وبالطبع كانت تلك الأموال تذهب الى حساباتهم البنكية والملفات تثبت بأنها تم صرفها في أعمال الشركة .. وتلك هي الملفات التي كان يعمل عليها هاري ..
كانت صدمة زلزلت كيانه ..
الخداع المزدوج الذي تعرض له .. سواء من رؤسائه في العمل أو من فتاته التي أحبها بصدق .. وكذلك التهمة التي وجهت اليه والتي كانت كفيلة بالقائه خلف القضبان والقضاء على مستقبله ..
ولكنها وقفت بجواره وشهدت بأنه بريئا ولم يكن يعلم بما يجرى .. وبالرغم من ذلك حكم عليه بالغرامة المالية وفصل من عمله ..
وكان ذلك الحكم سببا كافيا لرفضه من قبل كل الشركات التى حاول التقدم للعمل بها فيما بعد ..
وبعد أن ضاقت به السبل وقد شعر بأنه قد تحطمت كل أمانية وذهبت أدراج الرياح .. ظهرت له مرة أخرى ..
لم يكن يطيق النظر اليها .. حاول الانصراف مسرعا فور أن رآها ولكنها اعترضت طريقه .. وقالت له استمع الي وبعد ذلك انصرف ولن تراني مرة أخرى ..
وبعد أن توقف أخبرته بأنه كما كان يؤدي واجبه بتفان واخلاص كانت هي أيضا تؤدي واجبها بتفان وإخلاص .. وواجبها هذا رسالة شريفة ومقدسة .. ألا وهو الايقاع بالمجرمين والخارجين على القانون ..
سألها مندهشا وهل هذا الواجب يقتضى أن تدوسي بكل قسوة على مشاعر ومستقبل من يعترض طريقك .. فقد حطمته بكل بساطة جرحت مشاعره الصادقه نحوها .. ولم يعد لديه أدنى فرصة للوصول الى ما كان يطمح اليه ..
تقلصت مشاعرها بألم وهي تقول ..
هل مجيئي اليك الآن لا يشير الى أني كنت صادقة معك في مشاعري تجاهك ؟
ولكن للاسف لا مشاعر في مجال عملنا ..
وبالنسبة لعملك وطموحك فأنا منذ تلك القضية وأبحث لك عن تلك الفرصة التي تعوضك ما فقدت وقد وجدتها لك ..
رفع رأسه بدهشة وكأنما قد وجد طوق النجاة الذي يتلهف اليه وهو موشك على الغرق .. وسألها ما هو ..
ابتسمت في ود وقالت .. خطاب توصية وترشيح للعمل بالجيش الأمريكي وبراتب رائع ..
تردد قليلا .. فقد كان بإمكانه السعي للتجنيد بالجيش منذ أن تخرج ولكنه يرى أن الجيش الأمريكي يخوض حروبا عدة على مستوى العالم وهذا ليس بمجاله ..
ولكن بعد التفكير هنيهة وجد أنه حقا لم يعد لديه الا تلك الفرصة ..
ولم يتردد وأخذ منها ذلك الخطاب ممتنا لها .

يتبع

*********
أرجوا منكم اخوتي الكرام بموافاتي بآرائكم الخاصة عن هذه الرواية
وجزاكم الله خيرا
*********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Neveen

Dr.Neveen


انثى عدد الرسائل : 79
sms : سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
تاريخ التسجيل : 01/06/2008

ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد Empty
مُساهمةموضوع: ماذا بعد ملائكة وذئاب؟   ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 15, 2008 7:40 pm

الأخ د.أحمد مراد:
بصراحة قصتك جميلة جدا و الغلاف مصممه فنان متمكن و ألوانه أكثر من رائعة و لكن عاوزة أسأل حضرتك سؤال:
هل هذه القصة فقط هى كل مانشرته؟
و إذا كان لديك إنتاج أدبى آخر متميز كهذا فأين هو .........منتظرينك.
و بالمناسبة هو حضرتك تخصصك إيه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملائكة وذئاب ... رواية بقلم د. احمد مراد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: فى رحاب الله :: بيت الأسرة :: شباب أون لاين :: موهوب......أتفضل هنا....إعرض موهبتك.-
انتقل الى: