الصيف : حذار من ضربات الحر
إنها حالة كثيرة الحدوث عند الناس وتنتج عادة من تعرض الجسم المستمر لدرجات حرارة عالية تؤدي إلى خلل في عملية تنظيم وضبط الحرارة الطبيعية للجسم البشري وتكون الأعراض أكثر وضوحاً إذا كان المصاب مريضاً أو يعاني سوء التغذية أو أي أمور غير طبيعية أخرى. تقع معظم الإصابات في مثل هذه الأيام من كل عام حيث تشتد حرارة الشمس وتزداد احتمالات التعرض المباشر لأشعة الشمس سواء من خلال السير الطويل والمستمر لفترات متواصلة، أو الوقوف المستمر تحت أشعة الشمس أو ممارسة الرياضة لفترات طويلة وبشكل مجهد للجسم، وأخيراً يمكن أن تحدث عند المصطافين على الشواطئ أو المسابح ولكن في حالات نادرة يمكن أن تكون ناتجة عن التعرض المباشر لمصدر حراري قريب في مكان محصور مثل العمل في الأفران لفترات طويلة ومستمرة. ويمكن إجمال الأضرار الصحية الناتجة عن ضربات الشمس في الأعراض التالية: - الصداع الشديد مع وجود غثيان ودوخة. - اضطرابات بصرية وفقدان الوعي. - اختلاجات عصبية (تشنجات). - عند قياس درجة الحرارة عن طريق الشرج تكون أكثر من 41ْم عادة. - النبض يكون سريعاً غير منتظم وضعيفاً. - الجلد يكون ساخناً ناشفاً ومحمر اللون وغير قادر على التعرق وفي هذه المرحلة عادة ما تكون كمية البلازما والسائل الخارج خلوي طبيعية. أما العلاج فلابد أن يبدأ بالطبع بنقل المصاب من المكان الحار أو مكان الإصابة حالاً، ثم يوضع في مكان بارد قدر الإمكان ويجب إزالة جميع الملابس عنه. بعدها يتم وضع أكياس ماء بارد أو ثلج على جسم المصاب وإذا لم يتوفر يتم رش الماء على جسمه وتسلط مراوح هوائية صغيرة عليه. ثم تدليك الأطراف العليا والسفلى لمساعدة عمل الدورة الدموية. مع الحرص على عدم إعطاء المهدئات للمصاب. وأخيراً ينقل المصاب إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي بعد ذلك يُعطي السوائل الوريدية اللازمة.هناك أيضاً إنهاك الحر الذي ينتج عن نقص حجم البلازما والسائل الخارج من الجسم بسبب التعرق الشديد في جو شديد الحرارة وتكون الخطورة ناجمة أكثر من فقدان أملاح الكلور من الجسم أكثر من خطورة فقدان الماء نفسه. تبدأ الأعراض عادة بالصداع ثم يتلو ذلك بعض التقلصات العضلية ولاسيما عضلات القدم الخلفية، يتبع ذلك وهن عام ودوخان وإغماء. كما أن الجلد عادة ما يكون شاحب اللون وبارد الحرارة، وحرارة الجلد إما طبيعية وإما دون ذلك، ومرونته قليلة. ويكون اللسان ناشفاً والعيون غائرة. أما البول فيكون قليلاً أو متقطعاً ويصاحب ذلك هبوط في التوتر الشرياني. من هنا يجب تعويض النقص الحاصل في الأملاح وإعادتها إلى حجمها الطبيعي عن طريق إعطاء السائل والأملاح. وفي الحالات الشديدة جداً تعطى السوائل الوريدية التي هي عبارة عن محلول (رنجر) خلال 24 ساعة ثم تحسب حاجة الجسم من الماء والصوديوم وتعطى للمريض عن طريق الوريد. نشر في مجلة (الثقافة الصحية) عدد (44) بتاريخ (صفر 1420هـ -مايو 1999م
الرياض - د. صالح الحربي (مساعد المدير العام للرعاية الصحية الأولية)