عندما يعاني طفلك من إضطراب نفسي
د. كلير فهيم
الاضطراب النفسي للأطفال يبدو بشكل عام في :
(أ) فى الحركة الزائدة، عدم الاستقرار بصورة عامة بارزة، وفى تشتت الانتباه وشرود الذهن، والثورة لأتفه الأسباب. والاعتداء على الآخرين وأحيانا بتشنجات هستيرية وبكاء،والعبث في كل شيء.
(ب) في شكل حركات خاصة: مثل مص الأصابع وقرض الأظافر، والأزمات العصبية التى تظهر في حركة عصبية لاارادية يقوم بها الأطفال: كهرش العين أو تحريك الأنف.. الى غير ذلك من الحركات العصبية اللاارادية القهرية.
و فيما يلى قصة طفل فقد الإحساس بالاطمئنان والهدوء، فلجأ الى سلوك غير مرض كتعبير ما بداخله من توتر واضطراب وعدم استقرار؛ الأمر الذى أدى فى النهاية الى حاجته إلى العلاج الطبي النفسي.
لجأت إلي الأم ومعها ابنها "ماجد" البالغ من العمر تسع سنوات بقصد علاجه من مظاهر سلوكية غير طبيعية، منها:
أصبح غير طبيعي، عنيداً، لا يبالي بشىء، لايحترم أحدا وأهم ما كان يزعج الأم ويقلقها استمراره فى مص اصابعه وقرض أظافره سواء في مدرسته وأخوته فى المنزل، ومعايرته بهذا السلوك بطريقة تسيء اليه وتجرح إحساسه ومشاعره.
وبعد أن سردت الأم قصتها، وتبينت الظروف الأسرية التي عاش فيها "ماجد"، انصرفت الأم من غرفة مكتبي حيث كنت حريصة على مقابلتها بمفردها أولا.
وبعد فترة وجيزة دخل "ماجد" في خوف وتردد، وكان يبدو عليه الهزال والاعتلال في صحته، ويبدو على وجهه سمة الألم مع الخجل والشحوب.
* رفض "ماجد" الكلام في بادىء الأمر، وتدريجيا بدأ يتكلم ويجيب عن الأسئلة الموجهة إليه إجالات قصيرة.. وبعد ذلك استرسل في الكلام.. كان يتكلم بذكاء، مختلط بقلق وخوف وتردد.
كان يشكو من سوء معاملة إخوته ووالديه ومدرسيه وأقرانه في المدرسة.
* كان يكره الذهاب الى المدرسة لسوء معاملة الجميع له، ولا سيما معلمة الفصل التي كانت تقسو فى ضربه إحيانا عندما يخطى، أو إذا لم يؤد الواجب الذي يصعب عليه فهمه، ولا يجد من يشرحه له في المنزل.
*أظهر غيرته من اهتمام والديه بإخوته وإهماله إياه كلية، وعدم محاولتهما مساعدته في عمل الواجب فيهمله؛ الأمر الذي كان يؤدي في النهاية الى عقابه وضربه بشدة من المعلمة في المدرسة.
* وقرب نهاية المقابلة، طلب مني أن أوصي والدته بمساعدته وعدم التجائها إلي ضربه.. فوعدته بذلك.. وقمت فعلا بتوجيه الأم، والتوضيح لها بالأخطاء التربوية التي ارتكبها في حق ابنها، وافهمتها أنه في حاجة إلى علاج نفسي مع ضرورة حضور الوالد أيضا في كل جلسة نفسية.. وقمت بإرسال خطاب إلى المدرسة؛ لتتعاون معي في علاج هذا الطفل مع تشجيعه وعدم تعرضه للضرب والإهانة.